الاثنين، 23 مايو 2011

دين الرحمة

 

حفلت سيرة سيد الخلق محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) وصحابته الكرام والأئمة والتابعين، بعظيم الأخلاق وحَسَنِْ الصفات، التى برهنت للجميع كيف استحق الإسلام أن يحمل بجدارة لقب..
دين الرحمة
أدعوكم للتأمل فى عِظم تلك المعانى التى حملتها لنا سيرتهم العطرة
ــــــــــــــــــــــ

 

أهل ذمتنا..قبل أهل ملتنا !!

 
لما أغار أمير التتار قطلوشاه على دمشق في أوائل القرن الثامن الهجري، وأسر من المسلمين والذميين من النصارى واليهود عدداً، ذهب إليه الإمام ابن تيمية ومعه جمع من العلماء، وطلبوا فك الأسرى، فسمح له بفك أسرى المسلمين، ولم يطلق الأسرى الذميين، فقال له شيخ الإسلام: "لابد من افتكاك جميع من معك من اليهود والنصارى الذين هم أهل ذمتنا، ولا ندع لديك أسيراً، لا من أهل الملة، ولا من أهل الذمة، فإن لهم ما لنا، وعليهم ما علينا..أهل ذمتنا قبل أهل ملتنا" !!
 فما كان من أمير التتار أمام هذا الإصرار إلا أن أطلق الأسرى جميعاً.

هذا هو شرع الجزية الذى يحاول أهل الجهل وصم الإسلام به كأنه نقيصة ينغى أن نخجل منها، وما هو إلا ضريبة تدفع من كل مواطن نظير حمايته والزود عنه وتأمينه ضد الإعتداءات الخارجية..تسقط بسقوط هذا الشرط، كما سوف نرى فى المشهد التالى..

فقد روى القاضي أبو يوسف في كتاب الخراج وغيره من أصحاب السير عن مكحول أن الأخبار تتابعت على أبي عبيدة بجموع الروم، فاشتد ذلك عليه وعلى المسلمين (عجزوا عن مقاومة جيوش الروم والتصدى لهم)، فكتب أبو عبيدة لكل والٍ ممن خلَّفه في المدن التي صالح أهلها يأمرهم أن يردوا عليهم ما جُبي منهم (ما جُمع منهم) من الجزية والخراج، كتب إليهم أن يقولوا لهم: إنما رددنا عليكم أموالكم، لأنه قد بلغنا ما جمع لنا من الجموع، وإنكم قد اشترطتم علينا أن نمنعكم (أن ندافع عنكم)، وإنا لا نقدر على ذلك، وقد رددنا عليكم ما أخذنا منكم، ونحن لكم على الشرط وما كان بيننا وبينكم ؛ إن نصرنا الله عليهم". 


فكما نرى..حين عجز المسلمون عن حماية أهل الذمة ردوا إليهم ما أخذوه من الجزية لفوات شرطها، وهو الحماية، ليس هذا فحسب بل انه
حين قام أهل الذمة بالمشاركة بالدفاع عن بلادهم أسقط عنهم المسلمون الجزية، كما صنع معاوية رضى الله عنه مع الأرمن
يقول لوران المؤرخ الفرنسي في كتابه "أرمينية بين بيزنطة والإسلام" : "إن الأرمن أحسنوا استقبال المسلمين ليتحرروا من ربقة بيزنطة، وتحالفوا معهم ليستعينوا بهم على مقاتلة الخزر، وترَكَ العرب لهم أوضاعهم التي ألفوها وساروا عليها، والعهد أعطاه معاوية سنة 653 م، إلى القائد (تيودور رختوني) ولجميع أبناء جنسه ماداموا راغبين فيه، وفي جملته: (أن لا يأخذ منهم جزية ثلاث سنين، ثم يبذلون بعدها ما شاؤوا، كما عاهدوه وأوثقوه على أن يقوموا بحاجة خمسة عشر ألف مقاتل من الفرسان منهم بدلاً من الجزية، وأن لا يرسل الخليفة إلى معاقل أرمينيا أمراء ولا قادة ولا خيلاً ولا قضاة... وإذا أغار عليهم الروم أمدهم بكل ما يريدونه من نجدات. وأشهد معاويةُ الله على ذلك).

وقد نقل الطبري عن أهل جرجان (مدينة إيرانية) أن سويد بن مقرن رفع الجزية عمن يقوم بحمايتها منهم، وكتب لهم بذلك كتاباً جاء فيه: " إن لكم الذمة، وعلينا المنعة (أى الحماية)، على أن عليكم من الجزاء (أي الجزية) في كل سنة على قدر طاقتكم، ومن استعنا به منكم فله جزاؤه (جزيته) في معونته عوضاً من جزائه، ولهم الأمان على أنفسهم وأموالهم ومللهم وشرائعهم، ولا يغير شيء من ذلك هو إليهم؛ ما أدوا وأرشدوا ابن السبيل ونصحوا وقروا المسلمين، ولم يبد منهم سل ولا غل ".

أجيبونى يا أولى الأبصار..هل بعد هذه القيم والتعاليم السمحة التى كفلت الحماية لأهل الذمة، مجال للخوف من الحكم الإسلامى!!؟
هل يوجد عاقل يخشى دولة العدل!!؟..فماذا يأمن بعدئذِِ..دولة بلا دين ولا أخلاق!!؟
 


اللهم إنا نُشهِدُكَ أن حبيبك المصطفى بلَّغ الرسالة، وأنَّا علِمنا ما بلغنا، وأنَّا عمِلنا بما علِمنا، فوفقنا لتعظيم حرماتك..واغفر لنا وارحمنا واكتبنا مع الشاهدين.





حقاً..ما أعظمه من دين..بُنِىَ على الرحمة، فى مدرسة الرحمة
مدرسة سيد الخلق..محمد صلى الله عليه وسلم

 
11465_image003.jpg

 
هى سلسلة وفاء وعرفان بالجميل..إلى نبى الرحمة الذى حمل لنا دين الرحمة من الله الرحمن الرحيم


وإلى كل من حمل لواء الرحمة من بعده - رضى الله عنهم أجمعين

 



----------------------------------


"لم أعرف مصدر الموضوع لإنه جائني من خلال البريد الإليكتروني"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق